الثلاثاء 12 سبتمبر 2023 الساعة 04:30 ص

مقالات وآراء

كرة ثلج..

حجم الخط

بقلم:  أ.د يوسف رزقة

     

كرة الثلج في القطب الشمالي تبدأ صغيرة ثم تكبر بفعل حركتها وتدحرجها. ذوو  الحصافة يرون الكرة وهي نواة، الآخرون لا يرونها إلى حين تكبر وتكبر. بعض ذوي الحصافة يتماهون مع الآخرين من باب الجدل والمسايرة. الهدف من التماهي الوصول مع الجميع  إلى الرؤية الكاملة المشتركة.

 

كرة الثلج الفلسطينية في المصطلح السياسي بدأت في اليوم الأول من الحوار الفلسطيني من أجل المصالحة وإنهاء الانقسام. نواة الكرة في الجولة الأولى كانت نقطتين: الأولى تجديد التفويض السياسي لرئيس السلطة، والثانية دحرجة الموقف والأطراف إلى الانتخابات في 25/1/2010م.

 

كرة الثلج لم تكن نواتها الشراكة السياسية، والمصالحة الحقيقية. العنوان فقط هو المصالحة وإنهاء الانقسام.. العنوان جميل وطيب ويحظى بالشعبية. العنوان وطني بامتياز. لكن نواة كرة الثلج خلف العنوان الانتخابات والإخراج. الإخراج ليس بالضرورة من المشهد السياسي بكامله، يكفي الإخراج من المقعد الأول.

 

الإخراج من المقعد الأول، أي من الأغلبية ممكن. الإخراج من كامل المشهد السياسي غير ممكن. اللعب في الممكن أفضل وأجدى من اللعب في المستحيل.

 

كرة الثلج كبرت بلقاءات الحوار المتعددة وعشرات الصفحات. النواة بقيت كما هي. بعض التفاؤل نشر ظلاله لفترة قصيرة رغم  النواة السالبة. تقرير غولدستون أعاد التفاؤل إلى الصفر. اقتربت الأطراف من موعد الاستحقاق الانتخابي. الاقتراب الزمني استدعى ذوبان كرة الثلج. والاقتراب من النواة الصلبة أذاب الكرة. راعي المصالحه عرض الورقة بعد كسر الكرة وطالب الأطراف بالتوقيع؟!

 

حماس اكتشفت ثلماً في الورقة، الثلم يذهب بالرونق والجمال. الثلم ربما وقع سهواً أو عمداً. التدقيق ليس مهماً. الثلم موجود ويثير الحفيظة. الخطاب السياسي لحماس مع المصالحة ومع إصلاح ما انثلم بقصد أو بغير قصد. بساط المصالحة يقبل عملية الإصلاح. بساط المغالبة لا يقبل؟! هل نحن في مشهد مصالحة أم في مشهد مغالبة؟! فهمي هويدي الكاتب المصري قال نحن في (مغالبة). المغالبة طريق آخر غير طريق المصالحة. يجدر بالراعي إصغاء السمع للمراقين الغيورين على المصالحة الفلسطينية والعربية. حماس لا تستطيع إغلاق أذنيها عن كلام المراقبين. ويجدر بها ألا تغلق أذنيها أمام قواعدها. المصالحة قادمة إن شاء الله. لا خيار للشعب وللوطن غير المصالحة. تأسيس المصالحة على قواعد ثابتة أفضل من كرة ثلج جديدة بألوانه غير محببة. كرة الانتخابات بهدف الإخراج والإقصاء ظهرت نواتها الصلبة بعد خمسة أشهر من انتخابات يناير 2006م. كان عنوانها في العام المذكور: الانتخابات التشريعية المبكرة. اليوم في 24/10/2009 اسمها الانتخابات المستحقة دستورياً. أهداف (المبكرة والمستحقة) واحدة. ذوو الحصافة قرءوا التاريخ وما خلف السطور منذ مقترح الانتخابات المبكرة. الآخرون قرءوا اليوم ما قرأه السابقون. اللهم ارحم شعبنا..