الأحد 03 سبتمبر 2023 الساعة 04:24 م

مقالات وآراء

معـضـلات

حجم الخط

بقلم: أ.د يوسف رزقة

  

القائد العربي غائب. القائد الإسلامي غائب. لا قيادة في الوطن العربي. الدولة القائدة غائبة. الرئيس القائد غائب. يوجد ملوك ورؤساء في العالم العربي والعالم الإسلامي ولكن لا توجد قيادة. صلاح الدين كان قائداً. لا يوجد اليوم صلاح الدين. عبد الناصر بمعنى من المعاني كان قائداً رغم هزائمه. لا يوجد اليوم عبد الناصر. الفارق بين القيادة والرئاسة كبير. الرئاسة وظيفة . الرئاسة صفة اعتبارية. القيادة طبيعة القيادة صفة إضافية للرئاسة. القيادة تصنع الرئاسة. الرئاسة لا تصنع القيادة. الرئاسة قد تأتي بالوراثة ولكن القيادة لا تأتي بالوراثة. الرئاسة قد تأتي بانقلاب. القيادة لا تأتي بانقلاب. صلاح الدين كان قائداً. أبناء صلاح الدين كانوا أمراء أو رؤساء ولم يكونوا قادة. عبد الناصر كان قائداً مهزوماً. من جاء بعده كان رئيساً. القيادة تحتوي الرئاسة في بطنها. العكس باطل.

 

بريطانيا العظمى مثلت يوماً القيادة في العالم. بريطانيا اليوم خرجت من القيادة. في بريطانيا رئيس وليس في بريطانيا قائد. الدول لا تحظى دوماً بالقيادة حتى ولو كانت دولاً عظمى. بريطانيا نموذج يؤكد أن القيادة لا تورث. في بريطانيا اليوم نموذج للرئاسة الوظيفية. الإدارة الوظيفية في بريطانيا جيدة. ولكن لا تجمع معها أيا من المستويات القيادية. المستوى القيادي في بريطانيا اليوم يتبع بوش أو أوباما. في الوطن العربي توجد رئاسة وظيفية. ولا توجد قيادة. الرئاسة الوظيفية في الوطن العربي تقدم إدارة وظيفية تعيسة. القضية الفلسطينية كشفت القيادة الغائبة. الإدارة القمعية والتخلف كشف غياب الرئاسة الوظيفية الناجحة. النظام العربي راسب على معايير القيادة، وراسب على معايير الرئاسة الوظيفية؟ هذا رسوب محزن!! لا حل للقضية الفلسطينية في ظل راسبين. الراسب يطلب منه أولاً حل مشكلة نفسه. حل مشكلة رسوبه. الراسب لا يحل مشكلة غيره. الناجح فقط يستطيع . فلسطين مقدسة. فلسطين كشافة الكذب وكشافة العورات. الجامعة العربية لا تمثل قيادة الجامعة العربية انعكاس مباشر للرئاسة الوظيفية الفاشلة أو الراسبة.

 

رسوب الرئاسة في العالم العربي يعنى رسوب جامعة الدول العربية حتماً. الظل لا يختلف عن صاحبه حتى وإن استطال بسبب الإضاءة أو عدمها. الطول والكبر. وعدد السكان. والموقع الاستراتيجي لا يصنع القيادة. حتى المال والغني لا يصنع القيادة. القيادة تصنع نفسها. صلاح الدين من جبال الأكراد وليس من بغداد أو القاهرة. سيف الدين قطر من الدقيق الذي يباع ويشتري. القيادة تحمل هم الدين. وتحمل هم الشعب. القيادة تحرك الآخرين نحو الأهداف الكبرى. القيادة تخطط. القيادة لا تنام ولا تضحك حتى تحقق التحرير. تحرير النفس مطلوب أولاً. تحرير فلسطين مطلوب .

 

ثانياً. من لا يملك تحرير نفسه من التبعية لا يملك تحرير فلسطين. التبعية الذليلة يمكنها الحديث الكبير عن التحرير ولا يمكنها فعل التحرير. في فلسطين السلطة نموذج التبعية الأكثر ذلاً. السلطة أكثر الأتباع حديثاً عن التحرير والثوابت. السلطة الأقل فعلاً. السلطة فاقدة للقيادة وفاقدة للرئاسة. النظام العربي فيه رئاسة وليس فيه قيادة. السلطة وكيل رئيس المسافة بين الوكيل والرئيس شاسعة. والمسافة بين الرئيس والقائد شاسعة جداً. القمع التراكمي خلال سنوات طويلة سبب رئيس لغياب القائد ولغياب الرئيس. أميركا و(إسرائيل) والاستعمار يشجع استمرار غياب الرئيس وغياب القائد بإسناد الرئيس الفاشل الراسب الشعب الفلسطيني أمام معضلات ثلاثة: معضلة التحرير. معضلة القائد. معضلة الرئيس. لله الأمر من قبل ومن بعد.