بقلم: أ.د يوسف رزقة 

تقرير جولدستون يعري العار. العار هو الحصار. العار اقترفته (إسرائيل) ودول عربية وحكومات غربية. الفقرات (65-75) من التقرير تتحدث عن الحصار, عنوان الفقرات العشر في (الموجز التنفيذي) هو: (التأثير الواقع على شعب غزة وحقوق الإنسان الخاصة به بسبب العمليات العسكرية والحصار المفروض).

في الفقرة (65) قال التقرير: (عندما بدأ الهجوم الإسرائيلي كان الاقتصاد وفرص العمل وأسباب العيش الأسرية قد تأثرت بالفعل تأثراً شديداً من الحصار المفروض). وذكر هنا المستشفيات, والكهرباء, والمياه, والصرف الصحي, المنازل وقيود الاستيراد والتصدير, والبطالة, وحالة الفقر.

وفي الفقرة (66و67) قال التقرير: (دمرت العمليات العسكرية جزءاً كبيراً من الهياكل الأساسية الاقتصادية, وذكر هنا التدمير الزراعي, والتجريف, وتدمير الصوبات وآبار المياه, ومحطات معالجة المياه. وقال إن 80% من المياه في غزة غير صالحة للشرب).

وفي الفقرة (68) قال التقرير: (وأدت العمليات العسكرية والخسائر الناتجة عنها إلى تعرض القطاع الصحي في غزة لعبء إضافي مرهق, واستهدفت الهجمات الإسرائيلية المستشفيات وسيارات الإسعاف, وهنا ذكر معاناة المرضى- والمزمنين, وأضرار الأسلحة التي تحتوي مادة (التنغستين). والإعاقات والعجز الدائم, ونقص التأهيل) وفي الفقرة (69) قال التقرير: (لابد أن يزداد عدد الأشخاص الذين يعانون من مشاكل تتعلق بالصحة العقلية. وبالصحة النفسية. وقال إن 20% من أطفال غزة يعانون من اضطرابات نفسية لاحقة للإصابات).

وفي الفقرة (70) قال التقرير: (ومما يُضاعف من الصعوبات النفسية للتعلم لدى الأطفال التأثير الذي ألحقه الحصار والعمليات العسكرية بالبنية الأساسية التعليمية. فقد دُمر نحو 280 مدرسة ودار حضانة في ظل وضع يعاني من القيود المفروضة على استيراد مواد البناء).

وفي الفقرة (71) قال التقرير: (وقد وجّه انتباه البعثة أيضاً إلى الطريقة الخاصة التي تأثرت بها النساء من العمليات العسكرية).

وفي الفقرة (72) قال التقرير: (إن مستوى السلع المسموح بدخولها إلى غزة قبل العمليات العسكرية كان غير كاف لتلبية احتياجات السكان قبل بدء القتال. وإن (إسرائيل) قد انتهكت التزاماتها المحددة كسلطة احتلال، كما في اتفاقية جنيف مثل واجب المحافظة على المنشآت والخدمات الطبية وخدمات المستشفيات والموافقة على مخططات الإغاثة).

وفي الفقرة (73) قال التقرير: (وتخلص البعثة أيضاً إلى أن قيام القوات المسلحة الإسرائيلية بتدمير المنازل السكنية وآبار المياه, وصهاريج المياه والأراضي الزراعية والصوبات كان ينطوي على غرض محدد يتمثل في حرمان سكان غزة من قوتهم).

وفي الفقرة (74و75) خلص التقرير إلى القول: (إن الأعمال الإسرائيلية تشير على نحو تراكمي إلى نية توقيع العقوبة الجماعية على سكان قطاع غزة مما يشكل انتهاكا للقانون الإنساني الدولي. وإن حرمان الفلسطينيين من أسباب عيشهم وفرص العمل والسكن والمياه , وحرية التنقل هي بمثابة اضطهاد أي 'جريمة ضد الإنسانية' وفي رأي البعثة أن بعض أفعال حكومة (إسرائيل) تبرر قيام محكمة مختصة بتقرير أن جرائم ضد الإنسانية قد ارتكبت.

هذن خلاصة ما توصلت إليه البعثة في الفقرات العشر المذكورة: عقوبات جماعية وجرائم ضد الإنسانية. والحاجة ماسة لمحكمة خاصة تحاكم المجرمين.

حرب رصاص مصهور كانت القمة الكارثية لحصار غزة . سدنة الحصار وسدنة الحرب ينبغي أن يمثلوا أمام محكمة بتهمة جرائم ضد الإنسانية وبتهمة عقوبات جماعية, وبتهمة انتهاك القانون الدولي لحقوق الإنسان. معهد كارنجي للسلام في واشنطن قال إن (إسرائيل) ودولة عربية كبيرة هما اللتان تحاصران غزة. محمود عباس يتقوى بحصار غزة. نموذج غزة في مواجهة غير منطقية مع نموذج الضفة. جولدستون وضع المحاصرين لغزة في قفص الالتهام. العار العربي يمشي عرياناً. العار السلطوي يمشي وحيداً.