أ.د يوسف رزقة

الديمقراطية في العالم العربي ودول العالم الثالث المتخلف تعني فوز الحزب الحاكم، والحزب الحاكم في الانتخابات الديمقراطية في البلاد الأوروبية تعني فوز المعارضة ورسوب الحزب الحاكم، الديمقراطية في الغرب أداة تبديل وتغيير، إنها شكل من أشكال التعبير عن إرادة الشعب، في فلسطين -أعني في الضفة والقدس وغزة- جرت عملية ديمقراطية في يناير 2006، الفصل الأول من العملية الديمقراطية (وهو الانتخابات) جرى على قواعد أوروبية ففازت حماس بأغلبية المقاعد. الفصل الثاني والثالث والأخير من العملية الديمقراطية جرى فيه تراجع عن القواعد الديمقراطية الغربية والأوروبية.

عاد محمود عباس وفتح في الفصل الثاني والثالث والأخير إلى الأصول العربية. الأصول العربية لا تسلم بفوز المعارضة، للمعارضة دائماً القمع والسجن!!

والفوز والسلطة دائماً لحزب الحكومة. الديمقراطية والانتخابات آليات شكلية لتجميل فوز الحزب الحاكم.

عباس وفريقه يؤمنون بالقواعد العربية. يؤمنون بفوزهم وفوز الحزب الحاكم، لكن ما وقع في انتخابات عام 2006 كان غلطة. الغلطة لم تكن متوقعة. الغلطة تم استدراكها. لقد عاد عباس وفريقه إلى قواعد العمل العربية. رقصنا حماس خمسة بلدي؟! فرضنا عليها الحصار بمعاونة الرباعية و(إسرائيل)؟! نشرنا الفوضى الخلاقة في غزة والضفة. خسرنا غزة في إطار غلطة جديدة وغفلة لكنا كسبنا الضفة. عطلنا المجلس التشريعي. حماس فائزة بالأغلبية العددية في المجلس التشريعي. ولكن أين هو المجلس التشريعي. (إسرائيل) شريكنا في المفاوضات اعتقل أعضاء المجلس التشريعي. حماس فقدت الأغلبية. المجلس معطل. عزيز دويك خرج من معتقل (إسرائيل). حاول أن يحيي دور المجلس التشريعي. قدم لغة تصالحية لعباس و'فتح'. عباس و'فتح' قررا إبعاد عزيز دويك رئيس المجلس التشريعي عن المجلس. عزيز دويك لا يستطيع الذهاب إلى المجلس، ولا أن يجلس في مقعد رئيس المجلس. الأجهزة الأمنية قدمت تهديدات مباشرة وساخنة لعزيز دويك. عزيز دويك وإخوانه تراجعوا عن محاولة إعادة الحياة للمجلس التشريعي. التراجع كان اضطرارياً. الأجهزة الأمنية أقوى من المشرعين في الديمقراطية العربية؟!

عباس يهدد عزيز دويك بانتخابات جديدة. عباس يعد بانتخابات ديمقراطية شفافة. عزيز دويك لا يصدق الوعود. عزيز دويك يقول لقد فزت بانتخابات شفافة. (إسرائيل) تآمرت على المجلس التشريعي. محمود عباس يمنعني من أداء دوري التشريعي. محمود عباس يدير البلد بأجهزة قمع واستبداد. أنا رئيس المجلس التشريعي لا أملك من الأمر شيئاً. ضابط صغير يمنعني من عملي. محمود عباس يتحدث عن انتخابات قادمة؟! عباس يقفز عن الواقع وعن الماضي؟! ماضي عباس الديمقراطي يكذب مستقبله. لا مستقبل للكذب والتزييف في فلسطين. درجة الوعي لدى الشعب الفلسطيني تتفوق على درجة الوعي عند غيره من الشعوب العربية. الشعب الفلسطيني لا يقدس الحاكم ولا يجامل حزبه. الشعب الفلسطيني أعاد جولدستون إلى مجلس حقوق الإنسان رغم أنف (رئيس السلطة) وحزبه. الشعب يقول نعم للانتخابات. نعم لانتخابات حرة نزيهة شفافة. ولا لانتخابات مزيفة مزورة بمقاس (رئيس السلطة) وفريقه. عزيز دويك لسان حال الشعب الفلسطيني. لسان الحال يقول لا تصدقوا عباس في حديثه عن الانتخابات وفي حديثه عن المصالحة. لا تصدقوا اللسان وصدقوا القلب.