الأحد 03 سبتمبر 2023 الساعة 04:22 م

مقالات وآراء

وانتصر الشعب

حجم الخط

بقلم: أ.د يوسف رزقة

 

أمس الجمعة 16/10/2009 انتصر الشعب الفلسطيني وخسر المرجفون، انتصر الشعب بعدما أخذ قراره بيده من المرجفين، الشعب على مدى أسبوعين في اتجاه معاكس مع الإرجاف، حبل المرجفين قصير، الشعب قطع الحبل بسكين الحق، الإرجاف تعرى ومشى وحيداً.

 

الشعب الفلسطيني أعاد تقرير غولدستون إلى مجلس حقوق الإنسان من جلسة استثنائية رغم أنف المرجفين، منظمات حقوق الإنسان الفلسطينية والعربية والدولية وقفت إلى جانب الشعب الفلسطيني، الشعب انتصر لذوي الشهداء والجرحى والمتضررين, الشعب انتصر بنفسه، الشعب الفلسطيني عرف الآن الطريق، لا خطيئة اليوم ولا عقاب وحساب، الحساب قادم.

 

(25) دولة أيدت التقرير (6) دول رفضت التقرير، (11) دولة امتنعت، الشعب الفلسطيني يشكر من أيدوا التقرير، الشعب يأسف من امتنعوا عن التصويت، الرافضون حاولوا تسييس التقرير، التقرير وثيقة قانونية حقوقية، وليس وثيقة سياسية، (إسرائيل) الدولة الرئيسة التي خاضت في بحر التسييس، (إسرائيل) فشلت وغرقت سفينتها, نجاح التصويت أثبت للعالم خطأ التأجيل, خطيئة التأجيل داسها الشعب بقدميه، التأجيل في قفص الاتهام جنباً إلى جنب مع (إسرائيل), أمس الجمعة (إسرائيل) تبقى لوحدها، ورحمة الشعب تفتح الباب لمن أجلوا, الشعب الفلسطيني عظيم في رحمته وفي عقابه.

 

الطريق لمحاصرة (إسرائيل) وعقابها طويل وشاق، التقرير في طريقه إلى مجلس الأمن والأمم المتحدة في جمعيتها العامة، الفيتو الأمريكي في قفص الاتهام، أوباما سيفكر مرات ومرات قبل قرار الفيتو، الفيتو في الجمعية العامة، لا فيتو في محكمة الجنايات الدولية، حركة الشعب الفلسطيني، وحركة الرأي العام يمكنها محاصرة الفيتو الأمريكي.

 

نجاح التصويت في مجلس حقوق الإنسان ربما يمهد الطريق أمام المصالحة، المصالحة الفلسطينية ضرورة وطنية وقيمة أخلاقية، تصحيح الخطيئة هو الطريق لتصحيح المنهج الذي ارتكب الخطيئة, آلية اتخاذ القرار الفلسطيني هو أن تكون جزءاً من المصالحة، لا قيمة للمصالحة إذا استمر ارتكاب الخطيئة، الفلسطينيون شركاء في القرار السياسي، لا عودة لقرار الفرد، لا قرار خارج مؤسسة الشراكة، قواعد الشراكة لا تكون بغير المؤسسة ، المؤسسة أولاً ورأي الفرد يشقيها, الشقاء عادة بسبب الفرد الصنم, الفرد الصنم يشقي أمة، القضية الفلسطينية تحيا بالأمة وبالمؤسسة, وتموت وتتراجع بالفرد.