الأحد 03 سبتمبر 2023 الساعة 04:22 م

مقالات وآراء

خطاب عباس

حجم الخط

بقلم: أ.د يوسف رزقة    

 

عباس في خطابه مساء 11/10/2009 يتهم. عباس يتهم من؟! عباس يتهم الأنظمة العربية ؟! عباس يتهم من يمنحونه القوة والشرعية!! التهمة أنهم تواطئوا على سحب تقرير غولدستون وعدم إدانة (إسرائيل). اللغة الدبلوماسية في خطابه (توافقوا) على سحب التقرير. التواطؤ أو التوافق لا يهم المصطلح . النتيجة واحدة. يقول التوافق كان بين (المجموعات) ؟! المجموعات تعني المجموعة العربية، والمجموعة الإسلامية، ومجموعة دول عدم الانحياز. من يصدق عباس في اختفائه خلف (المجموعات) ؟! اتهام عباس وتبريره جيد علي قاعدة (تفريق الدم بين القبائل؟!. مصر تنصلت مسبقاً من المسؤولية وحتى من المعرفة بالقرار العباسي! دول عربية وإسلامية (المجموعات) تنصلت. عمرو موسى أمين جامعة الدول العربية تنصل وأصيب بالغثيان وحمل المسؤولية للسلطة !! هيثم مناع الناشط في مجال حقوق الإنسان ومنظمات حقوق الإنسان كذبوا السلطة !! عباس يهرب من الاستحقاق الأخلاقي والوطني باتجاه (المجموعات) هروب نحو مجهول. الفلسطينيون يحبون لغة المبني للمعلوم. الاتهام خطير. والهروب نحو منهج التبرير أخطر. فلسطين تعاني تاريخياً من تقصير الأنظمة العربية. تقصير الآخرين ليس موضوعنا!! من لا يخدم نفسه لا يخدمه الآخرون. موضوعنا هو (منهج التبرير) في الخطاب. عباس يبرر خطيئته باتهام الآخرين!! منهج التبرير إصرار على منهج الخطيئة في ظل المنهج ستكون هناك خطايا أخرى. مت بغيظك أيها المستمع الكريم!! خطايا التبرير تهدد القدس، وحق العودة، والمقاومة، والأرض، أيهما أجدر بالأسف؟ الخطيئة أم منهج الخطيئة والتبرير؟ العقلاء يقولون أوقفوا المنهج. يجدر بكل من يستطيع الإيقاف أن يفعل. المحاسبة آلية حضارية لمعالجة الخطايا وتغيير المنهج. خطاب عباس لم يحمل معلومات جديدة. الرأي العام ينتظر أن يسمع جديداً؟! عباس أطال الصمت وأطال رحلته الخارجية ثم تحدث بكلام غير مفيد. عباس في أزمة مع الشعب. عباس في أزمة مع الفصائل. عباس في أزمة مع مؤسسات حقوق الإنسان. عباس في أزمة مع (المجموعات). عباس حاول في خطابه أن يخرج من الأزمة العامة باختزال الكل في حماس. الاختزال هنا ساذج. حماس ترفض الخطيئة وتطلب المحاسبة، حماس تمارس حقها الديمقراطي. الشعب كله يرفض ويطالب بالمحاسبة. قيادات من فتح ترفض وتطالب بالمحاسبة. إذن لماذا التبسيط والاختزال؟ الوطن لا يختزل، يمكن لعباس أن ينسى حماس ولكن هل يمكنه نسيان شعب يتألم؟! اصطلح مع شعبك أولاً. الصلح مع الشعب يكون بالمصارحة والشفافية.ليس في الخطاب مصارحة ولا شفافية. في الخطاب لف ودوران. لجنة التحقيق التي شكلها محمود عباس كذبة كبيرة. كل الاحترام لأعضاء اللجنة. لكن الشعب ليس بحاجة في الأصل إلى لجنة. المتهم معروف. والخطيئة ثابتة.. والشهود العدول أحياء.. والوثائق متوفرة في مجلس حقوق الإنسان. وتقارير المندوبين في المجلس إلى دولهم تلقي بالمسؤولية على المندوب الفلسطيني. لا مسؤولية جوهرية على الدول الأخرى. فاكس عباس أحبط المؤيدين. وأنقذ (إسرائيل) من الإدانة؟! ماذا ستفعل لجنة التحقيق ومن ستحاسب؟! اختزال الأزمة مع حماس وفشل في إدارة الأزمة مع الأنظمة العربية. فشل في إدارة الأزمة مع مؤسسات حقوق الإنسان. وفشل في إنقاذ شعبية فتح. وفشل في نيل ثقة ذوي الشهداء والمتضررين. قد يكون عباس نفسه في أزمة، ولكن من العيب اتخاذ الآخرين شماعة. الفاشلون فقط عادة يبحثون عن الشماعة.