الأحد 03 سبتمبر 2023 الساعة 04:21 م

مقالات وآراء

أضلاع

حجم الخط

بقلم:  أ.د يوسف رزقة    

 

للمثلث ثلاثة أضلاع. المثلث لا يكتمل إلا بأضلاعه الثلاثة. الاكتمال قوة وجمال. والنقص ضعف وتشويه. العقل السوي عادة مع الكمال ولا يحترم النقص. في السياسة الراشدة يبحثون عن الكمال أو قل التكامل على الأقل. التكامل طريق نحو الكمال. في السياسة العربية الإقليمية تمثل مصر والسعودية وسوريا أضلاع المثلث.

 

تكامل هذه الأضلاع يهبها قوة وجمالاً. التكامل قوة لذات الدول الثلاثة، وهي قوة للآخرين. فلسطين ولبنان أكثر الدول استفادة من أضلاع المثلث القوي المتكامل. وهي أكثر الدول إحساساً بالخسارة عند انهدام التكامل. بالأمس القريب زار بشار الأسد المملكة العربية السعودية، ثم زار الملك عبد الله بن عبد العزيز دمشق وأمضى فيها يومين. الزيارة تغلبت على الهدم وأعادت البناء بصورة أولية. المستفيد من إعادة البناء الرياض ودمشق ثم لبنان وفلسطين. الطريق إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية في لبنان أصبحت ممهدة. الطريق إلى تكامل قوة الدفع الايجابي لفلسطين يجدر أن تتقدم. التكامل صديق للمقاومة. التكامل ينبغي أن يكون صديقاً للمقاومة. والمقاومة الفلسطينية ضد الاحتلال تزيد التكامل وتزيد أضلاع المثلث قوة، لقاء الزعيمين يمهد للقاء الرئيس مبارك. المصالحة الثلاثية مطلب شعبي ورسمي. المصالحة عودة إلى التكامل التاريخي في حرب رمضان أكتوبر 1973م. حرب رمضان أبكت دولة الاحتلال. مصر وسوريا والسعودية خرجت من الضعف إلى القوة في رمضان. كارهو التكامل العربي أعادوا الدول الثلاثة إلى الضعف بهدم أضلاع المثلث. الهدم عادة سريع، والبناء عادة شاق. الملك عبد الله بن عبد العزيز بدأ الخطوة الأولى في الطريق الشاق. إسماعيل هنية وحكومته رحبوا بالتقارب وحماس رحبت الخطوة.

 

حماس والمقاومة تعلق آمالاً على المثلث المتكامل القوي. حماس تنظر في الجوهر دائماً. الجوهر اليوم ينسجم مع الشكل هذا وأنامل (إسرائيل) ترفض التكامل في الجوهر. أمريكا تتوجس من التكامل الجوهري إذا كان على قاعدة القوة والحقوق العربية. أدوات الهدم ستعمل بدوافع القلق.

 

كيف سنواجه قلق القلقين وأدوات هدمهم؟! القادة الثلاثة يستطيعون الإجابة. الشعوب سئمت الخنوع والتبعية. بداية القوة العربية الجوهرية في الرياض والقاهرة ودمشق. المقاومة الفلسطينية رأس الحربة لهذه القوة. كيف نفك الحصار؟ كيف ندعم المقاومة؟ هو ما يجب مواجهته والإجابة عليه.

 

كيف نواجه الغطرسة الصهيونية؟ هو الامتحان الأول أمام أضلاع المثلث. الإجابة على هذه الأسئلة تكشف حقيقة التقارب الجديد. الإجابة الإيجابية تميز الشكل من الجوهر والقوة من استمرار الضعف. في فلسطين نحن نبارك ونتفاءل في فلسطين ننتظر النتائج. الأقصى والقدس ينتظران!!