الأحد 03 سبتمبر 2023 الساعة 04:20 م

مقالات وآراء

الهدم ..

حجم الخط

بقلم:  أ.د يوسف رزقة

 

الأقصى يتوجع ..الوجع يتجدد مع أعياد اليهود السنوية, الهدف من الأعياد التقدم نحو بناء الهيكل المزعوم. البناء يكون على أنقاض المسجد الأقصى. أعياد اليهود ليست للعبادة وإنما لسفك الدم الفلسطيني , أحب الدماء التي تسفك إليهم دماء المسجد الأقصى, الفلسطينيون لا يتجملون على الله بالدماء والشهداء, هم يتصدون للمستوطنين وأمناء الهيكل وجيش الاحتلال بصدورهم, المقدسيون والمسلمون في 1948م هم حراس الأقصى الحقيقيون, هم الذين يشدون الرحال إليه, هم يشعرون بالمسئولية الدينية والوطنية, المسئولون في المقاطعة في رام الله يتفرجون, هم ينتظرون جورج ميتشل ولا ينتظرون الآخرة, قادة من العرب والمسلمين يتفرجون أيضاً, بعض القنوات الفضائية العربية لم تغير برامجها اليومية المعتادة من أجل الأقصى, لجنة القدس بجامعة الدول العربية لم تنعقد, رئاسة المؤتمر الإسلامي لم تدع لانعقاد طارئ, المسجد الأقصى ملك للعرب والمسلمين, الشعوب العربية تحترق من داخلها من أجل الأقصى, الأنظمة لا تسمح للشعوب بالتعبير عن مشاعرها, الغضب المقموع بالديكتاتورية يفرخ التطرف, التطرف صناعة الأنظمة الغربية والديكتاتورية العربية.

 

من الأقصى ؟! لا توجد قضية تحظى بإجماع عربي وإسلامي مثل الأقصى, الأقصى في الطريق إلى الهدم, والقدس تسير قدماً نحو التهويد, المتفرجون كثيرون, والمرجفون أكثر ؟! العلماء يبكون من أجل الأقصى, لا أحد يقدر بكاء العلماء, لا أحد يستمع للعلماء الساسة كذابون, الأقصى في خطر صيحة الشيخ رائد صلاح الدائمة الخالدة, الساسة لا يسمعون صيحة الشيخ, هم فقط يسمعون على موجة البيت الأبيض وموجة تل أبيب ؟! الخبراء يطالبون بإصلاح موجة السمع أولاً على أنها الطريق لإنقاذ الأقصى , إذا لم تستمع القادة إلى موجة القرآن فالأقصى في طريقه إلى الهدم, الهدم لن يكون للحجر فقط, الهدم سيكون للدين أيضاً, خطة التوزيع الزمني للأقصى على غرار المسجد الإبراهيمي في الخليل هدم للدين, هدم الدين أشد إيلاماً من هدم البناء, ماذا ينتظر المفاوض الفلسطيني ؟! وماذا ينتظر قادة العالم العربي والإسلامي, هدم الأقصى يهدد بهدم ممالك وعروش, هكذا كان الأمر في زمن صلاح الدين, الأقصى أداة تغيير, الانقلابات الكبرى بدأت من الأقصى أو بسبب الأقصى, التاريخ يقول هذا, أهل الوعي والمسئولون في غفلة, الغافلون يتحركون بعد فوات الأوان, بالغافلين الصامتين تسعر النار, ربع قرن لم يشد أهل غزة الرحال إلى المسجد الأقصى, أهل غزة ممنوعون من الصلاة في الأقصى, السفر إلى جنيف أو واشنطن أسهل من السفر إلى الأقصى ؟! محمود عباس لم يصلِّ يوماً في المسجد الأقصى ؟! المسئولية الفلسطينية عن الأقصى كبيرة والمسئولية العربية والإسلامية أكبر, الأطراف العربية والفلسطينية تتحدث كثيراً وتعمل قليلاً, هم ليس لديهم استراتيجية عمل, ولا خطة عمل ولا آليات عمل, الصهاينة يملكون إستراتجية وخطة وآليات عمل, مَنْ يملك الاستراتيجية والخطة وآلية تنفيذ ينتصر ويتقدم, ومن يتحدث كثير يعش الوهم, ويبع الوهم, باعة الوهم في فلسطين والعالم العربي كثيرون, جلتبهم مواقع الحكم والمسئولية, سيخرج المحاصرون في ساحات الأقصى بجراحهم وآلامهم, وستنكسر الهجمة الصهيونية الحالية لتحدد في السنة التالية وفي التوقيت نفسه, وسنعاني آلاماً أشد ما ظلَّت إستراتيجية الأقصى الفلسطينية العربية الإسلامية غائبة, اللهم احرس الأقصى واحفظه.