بقلم: د. يوسف رزقة

إذا كان الأسير الصهيوني (جلعاد شاليط) أشهر أسير في الإعلام بسبب سيطرة الحركة الصهيونية على وكالات الإعلام الرئيسة في العالم، فإن شريط حماس الذي يصور حالة شاليط في دقيقتين هو أشهر شريط فيديو في العالم.

حماس تدخل موسوعة المعرفة العالمية للأرقام القياسية من خلال شريط فيديو شاليط. الموسوعة سجلت التاريخ في 2/10/2009م. الشريط هو الأول في العالم.

لكل أول عادة ثان وثالث وهلم جرا، الثاني والثالث هاجس يلاحق التكفير الصهيوني ما دام باب الصراع مفتوحاً.

حماس تكسب عادة حين تختل موازين القوة المادية من خلال سلاح الرعب والخوف. الخوف يتسبب بخسائر مادية ومعنوية للعدو. المقاومة الفلسطينية ليست عبثية في الاستراتيجية الصهيونية. عباس الوحيد الذي يصف المقاومة بالعبثية.

في حرب الفرقان 27/12/2008م كان الخوف من الوقوع في الأسر هو الهاجس الرئيس الذي يلاحق الجنود المشاركين في القتال. قائد أحد سرايا المشاة التي شاركت في الحرب البرية، قال لجنوده: لا أريد (شاليط آخر)، يمكنك أن تفجر القنبلة الأخيرة في نفسك وفي جندي حماس قبل أن يقع في الأسر.

الجنود في حرب الفرقان كانوا يقدمون رجلاً ويؤخرون رجلاً، جريدة 'هآرتس' قالت: الجيش الإسرائيلي يمشي على البيض. لا يمشي على البيض إلا الخائف، الخائف لا يصل.

المقاومة الفلسطينية والشعب الفلسطيني معاً، منعا وصول جيش الاحتلال لأهدافه، الحملة فاشلة لأن الأهداف لم تتحقق، الثمن الذي دفعه الفلسطينيون كان كبيراً، غير أن إنجاز معادلة الخوف في نفوس الأعداء جعلهم يدفعون الثمن باهظاً.

قال الرسول  (صلى الله عليه وسلم) : 'نصرت بالرعب مسيرة شهرين'.

الشريط نصر (رمزي) لما أخبر به النبي (صلى الله عليه وسلم). النبي لا ينطق عن الهوى. بعض أتباع النبي يتلجلجون حسب قياساتهم المادية الخاطئة، شريط فيديو حماس يكذب القياسات المادية، القياسات المادية في فكر المسلم الصادق منوطة عادة بالروح، أو قل بالإيمان والتوكل على الله.

الإيمان اليوم ينتصر في شريط الفيديو على المادة، المرجفون يعجبهم الحديث عن الإيمان في السياسة. عشرون أسيرة محررة تقول للشعب الفلسطيني والعربي: الإيمان أولا، الإيمان قبل المادة، لا قيمة للسياسة بدون إيمان. حماس صححت المعادلة، حماس دائماً هي حركة تصحيح حركة إصلاح وتغيير، مبارك للأسيرات، دقيقتان غاليتان عند كل فلسطيني موزون.