محمد بلور - صوت الأقصى

منذ خمسة أسابيع يشكو سائقو الأجرة ومكاتب السيارات في قطاع غزة من ضعف العمل ما أدى لخسارة كبيرة في أعمالهم ووقوعهم تحت رحمة التزامات مالية كانوا يسددونها من أرباحهم اليومية.

ويعمل في قطاع غزة قرابة (150) مكتب سيارات مرخص عدا عشرات المكاتب العشوائية التي يعمل فيها مجتمعة مئات السائقين حيث أضحت مهنة القيادة مهنة من لا مهنة له كما يقول الناس.

لا يتلقى السائق يوسف موسى في اليوم أكثر من مكالمتين على هاتفه النقّال من زبائن اعتادوا أن يقلّهم إلى مناطق متفرقة

ويقول موسى إن أزمة كورونا انعكست سلباً على عمله بشكل كبير.

وفقد موسى منذ خمسة أسابيع ركابه من طلبة الجامعات والمدارس والمؤسسات الذين اعتادوا التنقل على مدار اليوم ومع إغلاق المؤسسات العامة والخاصّة أبوابها خشية تفشي فيروس كورونا تضرره عمله كثيراً.

وبالنسبة للسائق محمد عبده فهذه هي المرة الأولى منذ بدأ مهنته قبل ست سنوات التي يعجز فيها عن سداد ديونه وصيانة مركبته بعد أن فقد طلبات الزبائن.

ويضيف:"فقدت زبائن يطلبوني على جوالي الخاص وطلبات يومية لمعلمات وطلبة مدارس وبالكاد أحصل يومياً 5 شواكل, أتصل بزملائي فأجد حالهم مثلي وفي أحسن الأيام 20 شيكلاً "..

ويمضي السائق هيثم الصالحي ساعات طويلة جالساً في مكتب (نبراس) لسيارات الأجرة دون أن يطلبه أحد من زبائنه أو يصل دوره في العمل.

يقول هيثم إن العمل سيء وأن الطلبات لا تأتي من الزبائن سوى للضرورة القصوى.

ويتابع:"بدأت أشعر بانخفاض العمل من 12 مارس الماضي وأبقى طوال اليوم أنتظر دوري وأحياناً لا يصل دوري للعمل في المكتب حتى التاسعة ليلاً وقد حاولت ترك المكتب والعمل في نقل الركاب على الطرقات ولكن دون جدوى".

قبل عشر سنوات افتتح السيدنافذ السدودي مكتب (المتميزون) للسيارات في مخيم النصيرات

يقول السدودي إن أزمة كورونا والتدهور الاقتصادي المرافق لها انعكس على العمل بشكل واضح حتى عجز عن توفير نفقات المكتب اليومية والسنوية.

وعلاوة على ضعف العمل تجشمت مكاتب السيارات وسائقي الأجرة نفقات إضافية اضطروا خلالها لاستخدام مواد التنظيف والتعقيم في سياراتهم ضمن إجراءات السلامة والوقاية من فيروس كورونا حسب إرشادات وزارة الصحة والحكومة.

ولا يسجل أنس العنزي مدير مكتب (نبراس) للسيارات 14 طلباً في أحسن الأحوال اليومية منذ بدأت أزمة كورونا.

بدأ مكتب نبراس عمله عام 2012م لكنه الآن في أسوأ حالاته.

يقول العنزي :"نكتب يوميات العمل في أربع صفحات بدفتر اليوميات بواقع 40 طلب لكن العمل انخفض لأقل من 15 طلب, منذ أمس العاشرة ليلاً حتى ظهر اليوم لم نتلق سوى طلبين وفقدنا عمل مكثف يومي الخميس والجمعة".

ويملّ السائقون في مكتب السيارات أو على الطرقات العامة  من طول الانتظار فيغادروا تباعاً من الطرقات على أمل تحسن الأحوال في اليوم المقبل.

استمع للنسخة الصوتية لتقرير مراسلنا محمد بلور:

">