ابتهال منصور - صوت الأقصى
خارج حدود الزمان وارتباط الذكريات بالتواريخ والارقام يعيش البعض حتى بعد رحيلهم، في قلوب عشقتهم وغرمت بجميل خصالهم.
يقول الاسير المحرر جهاد شحادة من جماعين قضاء نابلس لاذاعتنا:"ذكرى يحيى عياش ليست مرتبطة ب5/1 من كل عام فهو مرتبط بجزئيات حياتنا، بطريقة تفكيرنا، فهو شخصية لا يمكن تجاوزها بسهولة".
من عايش الشهيد المهندس يحيى عياش، عاش تفاصيلاً لم يعشها سواه، المحرر شحادة واحد منهم، ما علق في عقله وقلبه من تلك الايام، بدا حاضرا ايضاً في وجدان من لم تلتق العياش يوماً.
يحيى نجل الشهيد عياش الذي لم يبصر والده الذي استشهد بعد ايام من ولاته، لم يحمل اسمه فقط بل ورث شيئاً اعظم من ذلك، تاريخ مشرف للعياش وصله من الناس ومحبتهم التي تستحضر والده الشهيد في كل لحظة امامه.
يقول يحيى لإذاعتنا :"شخصية لم تلتقي فيها يوماً ولكنك تسمع عنها وعن تاريخها وعن عملياتها وبطولتها من كل من يحيط بك، وترى الاحترام من الجميع لك، هذا كفيل بجعلك تعشقها".
24 عاماً مضت على رحيل مهندس الرعب القسامي العياش واصوات ومشاهد عشرات العمليات البطولية التي كان مسؤولاً عنها والتي ادت لمقتل ما لا يقل عن 70 صهيونياً واصابة ما يزيد على 280 اخرين وملايين الخسائر المادية التي كبدها للاحتلال، لاتزال رعباً يطارد المحتل، الذي يخشى نهجه المقاوم المترسخ في اذهان من عرفه شخصاً وفعلاً، حيث تصدر العياش اول حلقات سلسلة افلام وثائقية نشرها الاحتلال قبل شهر تحت عنوان القائمة السوداء تتحدث عن تفاصيل عمليات اغتيال لقيادات فلسطينية، بث خلاله لاول مره تسجيل صوتي لاخر مكالمة بين العياش ووالده.
قطع الاتصال قبل 24 عاماً بين عياش ووالده، لكن الارواح لم تقطع وصلها، يمر هذا العام مختلفاً فوالد الشهيد العياش وافته المنية والى رحمة ربه غادر ليكبر الغياب في القلوب، قلوب تتوق للقاء ابدي مع مهندس الموت للمحتل الذي حفرت بصماته في تاريخ المقاومة بمداد من دماء.
استمع للنسخة الصوتية لتقرير مراسلتنا ابتهال منصور:
