المقاومة تثبت علو كعبها من جديد

نشر 28 يوليو 2022 | 11:20

"القدس" دوت كوم:

أطل كعادته جيش الاحتلال يحمل رسائل الإرهاب والتخويف والوعيد وفي هذه المرة كما كان الحال في مرات عديدة، مصوبًا سلاحه الإعلامي التحريضي إلى قطاع غزة، مدعيًا كشفه لمزيد من الأنفاق التابعة للمقاومة الفلسطينية، التي ادعى أنها موجودة ما بين أزقة وشوارع المستشفيات والمدارس والمساجد وغيرها.

اعتاد الاحتلال أن يصنع من نفسه قوة عسكرية واستخباراتية لا مثيل لها، فهو يحاول في كل مرة الإيهام بأنه يعرف كل شيء عن المقاومة سواء في قطاع غزة أو عن خلايا المطاردين بالضفة، أو حتى غيرها من الخلايا العسكرية المناهضة له في دول الجوار، لكن في كل مرة يثبت أنه يسقط عند الاختبار الحقيقي لهذه الأهداف التي يرسمها لنفسه.

لم يكن غريبًا ما أعلن عنه الاحتلال هذا اليوم حول أنفاق المقاومة التي زعم أنها كشفها، ونفت حماس حقيقة تلك الصور التي التقطتها طائرات بدون طيار لمناطق عامة في قطاع غزة، وادعى جيش الإرهاب أنها مناطق لتخزين أو تصنيع الأسلحة والصواريخ وغيرها، في صورة مماثلة لتلك التي أظهرها وخرج بها للعلن عن لبنان وسوريا في عديد المرات، وسبق أن فعلها بغزة لسنوات، إلا أنه في كل اختبار جدي وميداني كان يسقط أمام حقيقة قدرات المقاومة التي كانت توجه له الضربات الأمنية والعسكرية باستمرار وهو ما أثبتته من قوة حتى النفس واللحظة الأخيرة من معركة "سيف القدس" في مايو/ أيار من العام الماضي.

ما ظهر في الفيديو من معلومات قد لا تمت للواقع بصلة، وتحمل في طياتها محاولة إظهار القوة الاستخبارية لهذا الجيش الإرهابي الذي ما توقف يومًا عن قتل الأطفال والنساء وكبار السن حتى داخل منازلهم وفي الشوارع وفي كل مكان كان يرتكب فيه المجازر بغزة، يظهر نقطة مهمة وحقيقية أنه عاجز عن الوصول لأسراه لدى المقاومة منذ 8 سنوات، وهذا يدل على أن ما يخرج به ليس سوى مجرد "صور عامة" لمباني ومنشآت عامة يحاول تبرير ارتكاب أي جرائم فيها خلال أي عدوان متوقع على غزة في أي لحظة كما فعل في سنوات سابقة.


5 سنوات من العدوان والحصار لم تمنع المقاومة في غزة من تسليم الجندي جلعاد شاليط والذي بقي لسنوات في قبضة "وحدة الظل" دون أن يتمكن الاحتلال من الوصول إليه حتى اللحظة الأخيرة لتسليمه مقابل صفقة تبادل أسرى، وبعد سنوات كشف أن المقاومة كانت تخرجه من مكان أسره إلى البحر ومناطق أخرى وهو ما يثبت فشل الاستخبارات الإسرائيلية التي تتباهى اليوم بكشف "الأنفاق المزعومة"، وكأنها تعرف كل سر عن غزة، لكنها في الحقيقة تجهل مكان جنودها الأسرى منذ عدوان 2014 وهذا يثبت علو كعب المقاومة من جديد.