قدامى الأسرى .. أعمدة الصبر وجرح الوطن الغائر

نشر 20 ابريل 2020 | 09:38

ابتهال منصور-صوت الأقصى

تعيش والدة أقدم الاسرى في سجون الاحتلال كريم يونس على أمل اللقاء به حراً، لم تقتل فيها السنوات الطويلة حلم اللقاء بنجلها المعتقل منذ عام 1983.

تقول والدة الاسير كريم يونس:"انا ام اقدم اسير في العالم ولدي امل ان يأتي للبيت وازوجه وافرح فيه".

فيما يعلق شقيقه:" في الافراح والاتراح تكون المواقف صعب وخاصة لامي التي بلغت من العمر 88 عام وتعاني منذ 38 عام وتحلم بلحظة الافراج عن كريم ونحن لا نعلم ان كان سيعانقها قبل وفاتها ام لا".

تمضي سنوات الاسر تباعاً، تطوي في طياتها تفاصيل اعمار الاسرى وتحرمهم احضان عائلاتهم ومناسباتها، التي تشكل معالم الفقد، عائلات باتت ترتبط اقسى ذكرياتها بلحظات اقترب ابناؤها من الحرية وعادت لتتلاشى امام اعينهم كما تبين كلمات شقيق الاسير يونس، يقول: "بكل عمليات التبادل كان موقفنا صعباً، كنا نفرح لغيرنا ونريد ان نفرح لأنفسنا، واخر صفقة في 2014، بعد عودة الرئيس عباس للمفاوضات مع الاحتلال بشرط الافراج عن كل الاسرى القدامى وعددهم 104 وكان كريم اقدمهم، ولكن كان هناك تلاعب وتقاعس واهمال".

تنصل الاحتلال من الإفراج عن الدفعة الرابعة من هذا الاتفاق والتي كانت تتضمن 30 أسيرا منهم 14 أسيرا من الداخل الفلسطيني وهم الأقدم في سجون الاحتلال، وبات اليوم يونس من قرية عارة في الاراضي المحتلة عام 48 على رأس قائمة من 51 اسيراً هم قدامى الاسرى.

"السجن هو حرمان من الاهل، وحرمان من الدنيا والسماء وضوء القمر والشمس ونائل توفت والده ووالدته وهو في الاسر، وكثير من اقربائه فما بالكم بكريم يونس وماهر يونس، والاسير علاء البازيان الضرير والمصاب برصاص بجسده ومعتقل منذ 40 عاما، الامل فقط هو من يجعل هؤلاء الاسرى يتحملون اللحظات الصعبة جداً داخل الاسر".

لائحة من الصبر تضمها سجون الاحتلال سردت بعضاً من شخوصها المحررة ايمان نافع زوجة الاسير نائل البرغوثي قرية كوبر شمالي رام الله الذي امضى قرابة 40 عاماً في سجون الاحتلال منها 33 عاما ونصف متواصلة، واعاد الاحتلال اعتقاله قبل 6 اعوام بعد اشهر من الافراج عنه في صفقة وفاء الاحرار، ذاق خلالها طعم الحرية بعد سنوات من علقم الأسر، الذي يحلم الاف الاسرى بلحظة الانعتاق منه.

استمع للنسخة الصوتية لتقرير مراسلتنا ابتهال منصور:

">