رصد تجربة المحجورين وفرحتهم بخلوهم من كورونا بدير البلح

نشر 13 ابريل 2020 | 09:43

محمد بلور - صوت الأقصى

الكلمات كلها لا تعبّر عن فرحة العائدين من مراكز الحجر الصحي الذين أتت نتائج فحصهم الطبّي بفيروس كورونا سلبية قبل أن يودعوا 3 أسابيع متواصلة من القلق.

وعاش المحجورون في قطاع غزة حياةً خاصّة امتدحوا فيها أداء الأجهزة الأمنية ووزارة الصحة ومؤسسات المجتمع المدني التي سهّلت لهم مهمة المكوث لثلاثة أسابيع خشية أن يكون أحدهم مصاب بفيروس كورونا.

قبيل وصول الحافلات أمسك الضابط عبد الرحمن عثمان هاتفه النقّال مسجّلاً اللحظات الأخيرة له في أحد مراكز الحجر الصحي بدير البلح

ويقول عثمان الذي يعمل ضابطاً في شرطة حفظ النظام إنه عاش تجربة خاصة متمنيا زوال الحصار عن غزة، "عشت تجربة خاصّة بدأت العمل كضابط لكنني كنت محجوراً مع المواطنين لخدمتهم وتسهيل حياتهم من توزيع طعام وتوصيل أدوية..عشنا كشرطة وأطباء وممرضين ومواطنين من مختلف الأعمار سوياً وظل مدير الشرطة بالوسطى إياد سلمان ومديري بقوات حفظ النظام باسم أبو عمرة على تواصل دائم معنا فلهم كل الشكر".

وعلى غير المعتاد تحوّلت رحلة العلاج المتكررة للسيّد ماهر الدعالسة في مصر إلى ملازمة الحجر الصحّي في أحد فنادق غزة وأجبرته حالته الصحية على البقاء منفردا طوال الأسابيع الثلاثة.

ويقول الدعالسة:"خرجت الآن من الحجر الصحي وعشت 21 يوماً لم أر أحداً مطلقاً فحالتي الصحية كانت تستدعي بقائي وحيداً, قوة الصمود كانت مستمدة من الله وقد تذكر معاناة الأسرى في سجون الاحتلال بينما ألازم حجرة فندقية".

صحيح أن الفنان التشكيلي خالد نصار اعتاد البقاء خلف لوحاته وألوانه ساعات طويلة في أماكن مغلقة لكنه لم يتوقع أن يعود من رحلة تكريمه من اتحاد الكتاب على هامش مهرجان القاهرة الدولي للكتاب إلى مركز حجر صحّي حول نصار حجره إلى رحلة فنية.

ويقول نصّار:"حاولت كعادتي استقطاب الموهوبين في المكان ولم أعثر سوى على فتاة تحب الرسم, بدأت الرسم طوال فترة الحجر الصحي ورسمت 30 لوحة وأقمت معرض قبل مغادرتي بساعات".

وكانت أسرة المواطن أبو جهاد المكونة من 5 أفراد انتقلت فور وصولها معبر رفح إلى أحد مراكز الحجر الصحّي في دير البلح.

ويقول أبو جهاد إن "القائمين على مراكز الحجر الصحي قدموا كل ما في استطاعتهم من خدمات يومية على مدار الساعة".

ويضيف:"كل شيء كان موجود وكل ما طلبناه كان يصل بسرعة من أدوية وأغطية وسلع أخرى عدا التجهيزات المسبقة في المكان, اعتدنا الحياة سوياً في المدرسة التي كانت مركزاً للحجر الصحي ومارسنا الرياضة كل يوم".

وبانتهاء رحلة القابعين في الحجر الصحي أمس لازال آخرون يعيشون التجربة وسط أزمة محلية وعالمية صنعت من حياة البشرية كابوسا اسمه كورونا.

استمع للنسخة الصوتية لتقرير مراسلنا محمد بلور:

">