26 عاماً على توقيع الاتفاقية.. كيف عززت أوسلو الاستيطان؟

نشر 16 سبتمبر 2019 | 08:18

أجمع خبراء ومراقبون فلسطينيون، على أن السياسات الاستيطانية الصهيونية تصاعدت وتطورت منذ توقيع اتفاق أوسلو بين منظمة التحرير الفلسطينية والاحتلال الصهيوني عام 1993، لعوامل ومعطيات اوجدتها أوسلو ضاعف من خلالها الاحتلال الاستيطان في الأراضي الفلسطينية اضعافاً.

كيف عززت أوسلو الاستيطان، سؤال يجيب عنه التقرير الصوتي لمراسلتنا ابتهال منصور:

">

النص الكتابي للتقرير

لوعود كاذبة ونصوص ملغومة، احتفى الحاضرون وصفقوا، في لحظات سجلها التاريخ لتوقيع اتفاقية أوسلو عام 93، لا تكاد تغادر أذهان الفلسطينيين يفرضها  كل اعتداء صهيوني طالهم خلال 26 عاما مرت على هذه الاتفاقية حول خلالها الاحتلال بالاستيطان نصوصها المرحلية لواقع دائم.

يقول الخبير في شؤون الاستيطان جمال جمعة لاذاعتنا: " كان يجب ان يمنع الاتفاق الاحتلال من اجراء أي شيء على ارض الواقع، سواء من توسع استيطاني او بنى تحتية او التصرف بالأرض باي شكل من الاشكال ولكن ذلك لم يحصل، والاحتلال ظن ان يده مطلقة، وتقسيم المناطق لـ أ، ب، ج جمد الخارطة السياسية على هذه التقسيمة".

فتحت اتفاقية أوسلو المجال امام السياسات الاستيطانية الصهيونية للتصاعد والتطور، فهي لم تضع محددات للاستيطان بل أرجأت الحديث به لمفاوضات الحل النهائي، واصل الاحتلال طوال هذه الفترة توسعه الاستيطاني مستفيداً من ثغرات الاتفاق، فحاصر الجدار الاغتصابي الصهيوني الفلسطينيين في مناطق أ ب، واوجدت شبكة الطرق الاستيطانية التي أقامها ويقيمها الاحتلال كياناً مسيطراً على 62 % من مساحة الضفة الغربية هي مناطق ج.

يبين مدير وحدة مراقبة الاستيطان في معهد الابحاث التطبيقية "اريج سهيل خليلية، بعض الاحصائيات التي وصل لها الاستيطان خلال 26 عاماً مرت على توقيع أوسلو قائلاً:"مع توقيع الاتفاقية كان معدل مساحات بناء المستوطنات، تقارب 77 كم من مساحة الأراضي المحتلة ولكن اليوم أصبحت مساحة البناء للمستوطنات 201 كم، وهذا انعكس على عدد المستوطنين الذي كان عام 92 يبلغ 240 الف واليوم 800 الف مستوطن".

لم يقف الامر عند هذه الأرقام من البناء الاستيطاني وزيادة عدد المغتصبين،  الاف الدونمات الزراعية تم السيطرة عليها وضمها للمغتصبات منذ اتفاقية اوسلو، يشمل ذلك السيطرة على الموارد الطبيعية في هذه الأراضي، وخاصة مصادر المياه، الى جانب عمليات التجريف وقطع الاشجار وهدم المنشآت المرافقة لأعمال الاستيطان.

يضيف خليلية: "اليوم نرى ان الفلسطيني يعاني جراء ما حصل من هذا الاتفاق، تزايدت اعمال الهدم، نحن نتحدث عن 4 الاف منشأة سكنية تم هدمها في المدة الماضية، اكثر من نصف مليون شجرة جرى اقتلاعها في الفترة الأخيرة جراء اعمال التوسع الاستيطاني".

أعوام مضت أثخن الاستيطان فيها الأرض، ولا يزال يواصل ذلك، ويمهد لمخططات ضم أوسع تشمل الكتل الاستيطانية وجميع المستوطنات بما فيها البؤر الاستيطانية، وهو ما اكد عليه إعلان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ضم 75% من مناطق ج وفق تصنيف اوسلو في الأغوار الفلسطينية وشمال البحر الميت في حال فوزه بالانتخابات الصهيونية القادمة، هدية مجانية للناخبين الصهاينة من ارض فلسطينية شرذمتها الاتفاقيات والمفاوضات.