الأحد 10 سبتمبر 2023 الساعة 08:58 ص

مقالات وآراء

القدس في أحلام ' نتنياهو '

حجم الخط

قرونا طويلة عاشت القدس مدينة السلام فترات عصيبة من محطات تاريخها العريق، والتي كان أشهدها فترة الحروب الصليبية والغربية التي شهدتها المدينة المقدسة، فيما تواصلت الجرائم والانتهاكات بحق القدس مع بدء الاحتلال الصهيوني للمدينة المقدسة في العام 1967، حيث عملت الحكومات الصهيونية المتعاقبة على تنفيذ مخطط إجرامي صهيوني عنصري بحق القدس، فقد دأبت باستمرار على تهجير أبناء القدس وهدم منازلهم وشق الطرقات في المدينة والحفريات في أسفل المسجد الأقصى المبارك، فضلا عما تقوم به دولة الاحتلال من تزيف لتاريخ وحضارة القدس، وما تقوم به من منع المراكز الثقافية من إحياء فعالية القدس عاصمة الثقافة العربية..

 

فعلى مدار تعاقب الحكومات الإسرائيلية على الحكم والقدس تكون على رأس الأولويات لهم، فيما تعرضت القدس لأخطر الانتهاكات والتهديدات بدءا من رئيس الوزراء الصهيوني الاول ' بن غوريون'  وحتى عهد ' أولمرت' الرئيس الصهيوني المنصرف، فيما تولى نتنياهو فترة من الحكم ازدادت فيها الانتهاكات والحفريات أسفل المسجد الأقصى، فيما انتفض الفلسطينيون انتفاضة عارمة لعدد من الأيام بسبب الحفريات والأنفاق أسفل المسجد الأقصى التي كانت في عهد الرئيس الصهيوني ' نتنياهو'..

 

وكانت الانتهاكات بحق المدينة المقدسة تسير وفقا لمخططات صهيونية دقيقة منذ عام 1967 واستمرت إلى عامنا هذا، ارتكزت على مجموعة من المشاريع التي استهدفت الأحياء العربية بالقدس وحاولت تغليب العنصر اليهودي حضاريا وسكانيا على الطابع العربي للمدينة المقدسة، ومشاريع توسيع شوارع المدينة فيما تم التركيز على مصادرة عدد كبير من الأراضي وتحويلها لمستوطنات بهدف تطويق المدن العربية وإحكام السيطرة عليها من قبل العنصر اليهودي، كما تركزت سياسة الصهاينة نحو القدس على إقامة الأحياء اليهودية في القدس الشرقية بهدف إكمال مسيرة التهويد للمدينة والحي اليهودي في القدس الشرقية هو عبارة عن عمارات حجرية شاهقة وعدد كبيرة من المباني المهيأة لاستقبال الآلاف من اليهود المهاجرين.

 

أما رئيس الوزراء الصهيوني الجديد 'نتنياهو' فقد كان موضوع وحدة القدس الشعار الرئيسي لنتنياهو في حملته الانتخابية السابقة، فضلا عن أن نتنياهو يرفض الحديث مع الفلسطينيين بشأن القدس، فضلا عن إعلان نتنتياهو عن عزمه على إغلاق كافة المؤسسات الفلسطينية في القدس وعلى رأسها بيت الشرق، كما أن تصريحات الرئيس الليكودي تكشف عن وجهه القبيح ونواياه الخبيثة تجاه القدس، فقد كانت من تصريحاته في حملته الانتخابية في العام 1996 قوله ' لقد تم انتخابنا حتى نسهر على القدس ' وتصريحاته أمام الكنيست بقوله ' اعتزم البناء في كل أنحاء القدس بما في ذلك ضاحية هارحوما ' ومن تصريحات نتنياهو المنشورة بشأن القدس ' إن إسرائيل ستبني بالقدس دون أي شروط ودون أي حدود '..

 
لازالت القدس تشكل مرتكزا رئيسا في أحلام الرئيس الصهيوني نتنياهو ويسعى باستمرار لمواصلة المخطط الإسرائيلي العنصري لتهويد المدينة المقدسة وتهجير أبنائها وتزييف تراثها وتاريخها العظيم ..