الأحد 10 سبتمبر 2023 الساعة 08:58 ص

مقالات وآراء

كابوس شاليط...

حجم الخط

تعيش دولة الكيان الإسرائيلي في هذه الأيام مرحلة صعبة ودقيقه في تاريخها الأسود، فالملفات والمشكلات التي تواجه صناع القرار في ' إسرائيل' ليست بسيطة، فضلاً عن ما تحمله أذهان ' الإسرائيليين' من هزائم متلاحقة لجيشهم الجبان وتحطيم أسطورة ' الجيش الذي لايقهر' على أيدي رجال المقاومة الفلسطينية وأطفال الحجارة ..

فالصراعات الكبيرة التي تعيشها ' إسرائيل' كثيرة أهمها الخطر الكبير المتمثل في مقاومة  قطاع غزة واستمرار إطلاق الصواريخ على المدن والبلدات 'الإسرائيلية'، فيما لم تحقق الحرب الأخيرة على غزة أية أهداف و باءت بالفشل الذريع ، مشكلة أخرى تواجه 'إسرائيل' وتشكل كابوسا للمسئولين الصهاينة والمجتمع الإسرائيلي برمته، وهي قضية الجندى ' ' المخطوف 'جلعاد شاليط'  والذي مر على اختطافه من قبل رجال المقاومة الفلسطينية- بعد عملية عسكرية نوعية - قرابة 3 سنوات، وقضية ' شاليط ' تُمثل للحكومة الصهيونية أزمة دائمة ومتواصلة إلى أن يتم حلها، ولكن حلها ثمن باهظ بالنسبة لدولة الكيان الصهيوني ..

* ومن المشاكل التي تواجه ' إسرائيل' تشكيل الحكومة الصهيونية الجديدة، والتي تَضع على رأس أولويتها امن دولة ' اسرائل' وكيفية القضاء على بنية المقاومة الفلسطينية ووقف الصواريخ التي تُطلق من قطاع غزة تجاه دولة الكيان الغاصب، وحتى إن تم الانتهاء من مسألة تشكيل الحكومة وتوزيع الحقائب فستبقى التساؤلات هل تستطيع الحكومات 'الإسرائيلية 'القادمة وقف المقاومة الفلسطينية أو إعطاء الفلسطينيين حقوقهم ومطالبهم بالدولة الفلسطينية  وحل مأساة اللاجئين الفلسطينيين وضمان حق العودة لهم، والإفراج عن الأسرى الفلسطينيين من السجون الصهيونية .. ؟؟!!

* أمام هذه العقبات والتحديات والعقبات التي تواجه دولة الكيان 'الإسرائيلي'، تبقى المشكلة الأكبر _ والتي يحاول الصهاينة التقليل من أهميتها بالنسبة لهم _ هي قضية إطلاق سراح الجندي ' جلعاد شاليط' دون ثمن باهظ أو خسارة كبرى في هذا الملف، فيما تتفاوت الآراء وسط المجتمع الصهيوني بين إطلاق سراح الجندي شاليط مقابل أي ثمن، والموافقة على المطالب الفلسطينية، و مواصلة التفاوض مع حركة حماس حول الجندي شاليط علها تفلح في تخفيض سقف الشروط والمطالب الفلسطينية في هذه الصفقة ..

* على مدار تاريخ دولة الكيان الصهيوني، في قضايا تبادل الأسرى مع الفلسطينيين، ربما تطول المفاوضات، ولكن في نهاية المطاف ترضخ ' إسرائيل' للمطالب الفلسطينية، ففي صفقة تبادل الأسرى في عام 1985 التي عقدتها دولة الكيان الصهيوني مع الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين - القيادة العامة، وافقت 'إسرائيل' على المطالب الفلسطينية بعد مفاوضات دام أكثر من عاميين، وتم في تلك الصفقة تحرير(1135) أسيراً فلسطينياً مُقابل جنديين “إسرائيليين”، كما رضخت ' إسرائيل ' لمطالب حزب الله بالإفراج عن الأسرى اللبنانيين وعلى رأسهم عميد الأسرى سمير القنطار، وغيرهم من الأسرى، مقابل رافات جنود إسرائيليين  لم تعرف عنهم دولة الكيان أية معلومات سوى يوم تسلم جثثهم عند موعد تنفيذ صفقة التبادل ..

كما أن الصهاينة يخشون من صفقة شاليط والثمن الباهظ لهذه الصفقة لأنهم يعتبرونه تنازل  كبير سيجر بعده مئات التنازلات فيما باتت المعادلة من وجهة النظر ' الإسرائيلية ' وبحسب موقف 'الشاباك' تقضي بأن صفقة تبادل الأسرى عام 1985، أعطت دفعاً للانتفاضة الأولى التي اندلعت نهاية عام 1987، وأن صفقة شاليط ستعطي دفعة لموجة جديدة من العمليات داخل “إسرائيل”، ولمزيد من الإخفاقات والتنازلات ...

* وفي صفقة ' شاليط 'على الرغم من الرفض الإسرائيلي لمطالب حركة حماس، على الرغم من إعلان رئيس الوزراء الإسرائيلي 'أولمرت' أن هناك خطوط حمراء وان دولة الكيان الإسرائيلي لها سياسات وان خطف احد أبنائها لا يؤثر على الدولة، إلا أن صفقة شاليط وبحسب المعلومات الأولية، حققت قفزة نوعية حيث وافقت ' إسرائيل' عن الإفراج عن 300 أسير من ذوي الأحكام العالية من أصل 450 أسير قدمت أسمائهم حركة حماس ..

والمطلوب هو التصلب أمام المطالب الفلسطينية بالإفراج عن كافة الأسرى المشمولين بصفقة التبادل وضمان عودتهم إلى بيوتهم بأمن وسلام ..  

إلى الملتقى ،،