الأحد 10 سبتمبر 2023 الساعة 09:53 ص

الأخبار

خلال ندوة فكرية نظمها مركز حوار للدارسات

مختصون وباحثون: "أوسلو" كان بمثابة فخ لشعبنا ويجب تصعيد المقاومة لإفشاله

حجم الخط

غزة - صوت الأقصى

أكد مختصون وباحثون أن اتفاق "أوسلو" سرّع التطبيع العربي الإسرائيلي وكان بمثابة فخ للشعب الفلسطيني مطالبين بتصعيد المقاومة ضد الاحتلال لإفشال هذا المشروع، فيما لا يزال يشكّل كارثة سياسية تلقي بظلالها على الشعب الفلسطيني منذ ثلاثون عاماً، ويدفع ثمنه حتى اليوم.

جاء ذلك خلال ندوة سياسية نظمها مركز حوار للدراسات في مدينة غزة يوم أمس السبت بعنوان ""ثلاثون عامًا على توقيع اتفاق أوسلو.. الحصاد والتقييم"، بحضور مختصين سياسيين واقتصاديين ومحللين من غزة والضفة والخارج.

أوسلو عقبة في طريق المقاومة

وقال مدير مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات محسن صالح في مداخلة له من بيروت، إن أحد الإشكالات الرئيسية لاتفاق أوسلو بعد مرور 30 عامًا على توقيعه أنه تسبب في تقزيم المشروع الوطني الفلسطيني.

وأوضح صالح أن مسار التسوية السلمية كان يفترض أن يؤدي إلى دولة فلسطينية؛ لكن الذي حدث أن مسار "أوسلو" لم يؤسس لدولة فلسطينية مستقلة، وبات عقبةً في طريق المقاومة.

وأضاف "إن هذا الاتفاق أسس لإدارة إسرائيلية لمسار التسوية، وربط حل قضية فلسطين بإرادة الاحتلال؛ حتى خلال مفاوضات أوسلو أوقفوا العمل المسلح، وباتوا عاجزين عن مواجهة الاحتلال ومرهونين لإرادته".

وأكد صالح أن اتفاق "أوسلو" أسس لأكبر حالة انقسام فلسطيني في تاريخنا المعاصر، قائلاً "هو لا يعود لأحداث عام 2007 بل منذ توقيع هذا الاتفاق، إذ أنه أسس لوجود كتلة تمثل الشريحة الأكبر في مقابل فصيل فلسطيني يستفرد بالقرار الوطني المصيري".

اتفاق باريس الاقتصادي

بدوره أكد أستاذ العلوم المالية والاقتصادية في الجامعة العربية الأميركية برام الله نصر عبد الكريم، أن الاحتلال أدرك منذ توقيع اتفاق "أوسلو" وملحقه اتفاق "باريس" الاقتصادي أنه لا يمكن التعامل مع الشعب الفلسطيني أنه كيان اقتصادي مستقل؛ لذا يجب أن يبقى تحت الهيمنة والإدارة الإسرائيلية وهو ما يحدث.

وأوضح عبد الكريم أن أهمية اتفاق باريس للاحتلال أنه يبقى ورقة مهمة لابتزاز الشعب على الصعيد السياسي والأمني، في وقت أن الانقسام الفلسطيني زاد للأسف من ضعف الاقتصاد الوطني.

وأوضح أن البحث عن حلول اقتصادية بمعزل عن جوهر صراع كمشكلة سياسية وامنية هو أمر غير واقعي، وهو تساوق مع أطروحة نتنياهو ونحذر منه؛ لذا يجب حل القضية مع الاحتلال حلاً عادلاً ثم بعد ذلك نتحدث عن حلول اقتصادية.

أوسلو كارثة سياسية واقتصادية

من جهته، أكد المختص الاقتصادي سمير أبو مدللة أن الحصار الإسرائيلي لقطاع غزة والانقسام الفلسطيني شكلا أسبابًا مهمة في تدهور الأوضاع الاقتصادية لشعبنا، موضحًا أن اتفاق أوسلو وملحقه اتفاق باريس شكلا أيضًا كارثة سياسية واقتصادية ألقوا بظلالهم على تدهور الأوضاع الاقتصادية الفلسطينية.

وأوضح أبو مدللة أنه كان الاعتقاد عند توقيع اتفاق باريس الاقتصادي أن ذلك سيفتح آفاق، وأن الوضع سيتحسن، وأن غزة ستصبح سنغافورة الشرق الأوسط؛ لكننا اليوم بتنا في وضع لا نحسد عليه".

وأضاف للأسف "أعطى هذا الاتفاق السيطرة لإسرائيل على المعابر والموانئ والحركة التجارية، هم يحاولوا أن يقزموا القضية الفلسطينية؛ وكأن الحل هو اقتصادي، بل هو حل سياسي بامتياز".

اتفاقية أوسلو أساسها اتفاقية أمنية

ورأى اللواء واصف عريقات خلال كلمته في الندوة الفكرية، أن إسرائيل أرادت من اتفاق أوسلو أن تكون السلطة الفلسطينية خدماتية.

وقال عريقات، :" إن اتفاقية أوسلو أساسها اتفاقية أمنية، حيث عملت إسرائيل على إغراق الشعب الفلسطيني بعدد كبير من الاتفاقات لبسط سيطرتها حياة الفلسطيني".

وأضاف: "بعد 30 عاما من فشل اتفاق أوسلو، خيار المقاومة هو الخيار الوحيد لتحرير الأرض من الاحتلال".

وأشار عريقات إلى أنه اليوم أصبح للشعب الفلسطيني مقاومة قادرة على مواجهة الاحتلال وإلزامها بالاتفاقيات.

بدوره، قال الدكتور هشام المغاري "المختص الأمني"، :"إن اتفاقية أوسلو هي اتفاقية أمنية تأتي في إطار سياسي.

وأضاف المغاري في كلمة، :" إن البنود الملزمة للفلسطينيين كانت واضحة جدًا، أما البنود التي تلزم إسرائيل كانت وهمية وغير واضحة".

وأشار إلى أن الاحتلال لا يستجيب لمطالب السلطة لتحقيق الأمن للشعب الفلسطيني، فيما تلزم إسرائيل السلطة على الحفاظ على أمن المواطن الإسرائيلي.

وأكد المغاري أن التمسك بخيار التسوية لن يوصلنا إلى حل عادل للقضية الفلسطينية، قائلًا :"لا بد من الجميع التمسك والجمع بين مسارات التفاوض والمقاومة في وقت واحد".

سياسية تهجير فلسطيني الداخل

من ناحيته، قال الدكتور إبراهيم جابر من فلسطيني 48، قال: "إن بعد توقيع اتفاق أوسلو، صعدت إسرائيل من حملاتها في تهجير فلسطيني الداخل المحتل".

وأضاف جابر، أن اتفاقية أوسلو واعتراف السلطة بإسرائيل أعطى الفرصة للاحتلال باتخاذ قرارات تخدم المواطن الإسرائيلي على حساب فلسطيني الداخل المحتل.

وأشار إلى أن الاحتلال يلاحق الرموز السياسية في الوسط العربي ويرفض وجود أي جسم فلسطيني بالداخل المحتل.

أوسلو يعتبر كارثة على الشعب الفلسطيني

بدوره، قال عوض عبد الفتاح (فلسطين 48) خلال كلمته في الندوة الفكرية، :"إن اتفاق أوسلو عمل على إخراج فلسطيني الداخل المحتل من الصراع، بعد اعترافها بإسرائيل".

وأضاف عبد الفتاح، أن أتفاق أوسلو يعتبر كارثة على الشعب الفلسطيني. وأضاف :"بعد 30 عاما من اتفاق أوسلو "الفاشل" نحن بحاجة إلى جسم فلسطيني موحد لمواجهة الاحتلال وإلزامه بالاتفاقيات الموقعة".

المطلوب الالتزام بالقرارات الشرعية الفلسطينية

من جانبه، قال صالح ناصر عضو المكتب السياسي للجبهة الديموقراطية، :"إن الرهان على اتفاق أوسلو بعد 30 عاما تكفي لتؤكد للفلسطينيين أنه يجب التخلي عن هذا المشروع الفاشل".

وأضاف ناصر :"المطلوب بعد 30 عاما من اتفاق أوسلو الفاشل، الالتزام بالقرارات الشرعية الفلسطينية والتخلص من اتفاق أوسلو سياسيا وأمنيا واقتصاديا".

وأكد أن الإجراءات العدوانية لإسرائيل لم تتوقف منذ توقيع اتفاق أوسلو، مشيرًا إلى الاحتلال يعمل على رفع عدد المستوطنين في الضفة من خلال توسيع المستوطنات وبناء أخرى بهدف الوصول إلى مليون مستوطن في الضفة.

وأوضح ناصر أن الاحتلال يشرع بتهويد المدينة المقدسة وتقسم الأقصى زمانيا ومكانيا، منوهًا إلى أن اتفاق أوسلو لم يلزم إسرائيل بأي اتفاقات تصب في مصلحة الشعب الفلسطيني.

أوسلو بمثابة خنجر في خاصرة شعبنا

قال هاني الثوابتة عضو اللجنة المركزية للجبهة الشعبية، :" إن الجبهة عارضت اتفاق أوسلو منذ بدايته، حيث رأت أن هذا الاتفاق بمثابة خنجر في خاصرة الشعب الفلسطيني".

وأكد الثوابتة، أن الجبهة استشعرت بالمخاطر الناجمة عن توقيع اتفاق أوسلو، حيث جاء الاتفاق ليمنح الاحتلال شرعية على الأرض الفلسطينية، ويعطيه الحق في البقاء على الأرض.

وأضاف: "منذ اتفاق أوسلو بدأت عملية تسويق الاحتلال بين الدول العربية وفتح المجال لتطبيع الدول العربية مع إسرائيل".

وأكد أن اتفاق أوسلو كان بوابة ومقدمة للتطبيع العربي مع إسرائيل، مشيرًا إلى أن الاتفاق عمل على خرق الحالة الفلسطينية. وتابع: "غالبية الشعب الفلسطيني يقول إن مسار اتفاق أوسلو تسبب بكثير من المصائب للشعب الفلسطيني".

ورأى الثوابتة أنه بعد 30 عاما من اتفاق أوسلو يجب إعادة النظر في هذا الاتفاق ومخاطره على المشروع والقضية الفلسطينية.

أوسلو فخ للفلسطينيين

قال عائد ياغي "المبادرة الوطنية" خلال كلمته في الندوة الفكرية، إن أتفاق أوسلو لم يجر إسرائيل على وقف الاستيطان.

وأضاف ياغي أن الاتفاق هو فخ ومصيد للفلسطينيين، فبدل من الانتقال لبناء الدولة الفلسطينية، انتقلنا لمرحلة العيش تحت الاحتلال.

وأكد أن إسرائيل قتلت اتفاق أوسلو، لكن نحن كفلسطينيين لم ننتقل إلى المرحلة الانتقالية والتخلي عن هذا الاتفاق.

وأشار ياغي إلى أنه لا يوجد أي مبرر للقيادة الفلسطينية بأن تستمر بهذا النهج في تنفيذ اتفاق أوسلو.

اتفاق أوسلو سرّع التطبيع العربي الإسرائيلي

قال خالد البطش القيادي في حركة الجهاد الإسلامي، إن اتفاق أوسلو كان بمثابة فخ للشعب الفلسطيني، ويصب في مصلحة إسرائيل.

وأضاف البطش، أن إسرائيل تخلت عن اتفاق أوسلو من خلال بناء مئات المستوطنات في الضفة، وتهويد القدس، والتضيق على الفلسطينيين.

وأكد أنه منذ توقيع اتفاق أوسلو، تعرض الشعب الفلسطيني لانقسام ما بين معترف بالاحتلال ومتمسك بخيار المقاوم.

وأشار البطش إلى أن اتفاق أوسلو رفع الحرج عن الدول العربية للتطبيع مع الاحتلال، ونوه إلى أنه من نتائج اتفاق أوسلو هو تراجع للدور الفلسطيني دوليا.

واعتبر أن الطريق لإفشال هذا المشروع، هو تصعيد العمل المقاومة ضد الاحتلال والمستوطنين حتى طردهم من الأراضي الفلسطينية.

وشدد القيادي بحركة الجهاد الإسلامي أنه يجب ترتيب الوضع الفلسطيني الداخلي، والاتفاق على استراتيجية موحدة لمواجهة الاستيطان واستعادة الوحدة الوطنية من خلال إعادة بناء منظمة التحرير وتفعيل كل مكونات المقاومة.