بقلم: مهران ثابت
كنا قد نشرنا مقالًا قبل أكثر من شهر تقريباً، تحدثنا فيه عن أن المؤسسة الأمنية غاضبة جدًا من تصرف ليبرمان إذ تسرع دون علم الجهات المختصة ليبارك اعتقال منفذي عملية عين بوبين بالقرب من مستوطنة دوليب والتي أسفرت عن مقتل المستوطنة رينا شنراف وإصابة أبيها وشقيقها بجروح مختلفة.
كما أن جهاز الشاباك أصدر آنذاك بيانًا ليس عاديًا تطرق فيه لما قام به ليبرمان، وجاء في البيان أن المعلومات التي تتحدث عن اعتقال منفذي عملية دوليب لم تصدر من خلال الشاباك وأنها غير موثوقة وأن عملية البحث عن منفذي العملية لا تزال جارية ولم تنتهي بعد.
بعد السماح للنشر بأن الشاباك استطاع اعتقال الخلية المنفذة وهي تتبع للجبهة الشعبية وبعد التقارير التي تحدثت عن دخول رئيس الخلية سامر عربيد المستشفى بحالة خطيرة جدًا بسبب ما تعرض له من تعذيب خلال التحقيق معه في الشاباك حيث تم التعامل معه بإجراء "قنبلة موقوته". فإن غضب المؤسسة الأمنية من ليبرمان وبيان الشاباك غير العادي الذي نفى فيه الوصول إلى إنجازات في عملية عين بوبين أصبح اليوم مفهومًا حيث كشف موقع واللا أمس أن الشاباك قبض على سامر عربيد وطلب الجهاز إذنًا من المحكمة في إسرائيل بالتعامل مع سامر عربيد كمعتقل إداري للتحقيق معه، لكن المحكمة رفضت الطلب لعدم وجود أدلة تشير إلى ضلوعه في عملية عين بوبين، فتم إطلاق سراحه.
وبعد ذلك تمكن الشاباك من اعتقال باقي أعضاء الخلية الثلاثة، بشكل غير معلن، فتم التسريب إلى ليبرمان بطريقة ما، فاعتقد الأخير بأن القضية اغلقت فسارع بالمباركة، الأمر الذي أثار سخط وحنق الشاباك عليه لأنه بذلك يحذر بطريقة غير مباشرة سامر عربيد بأخذ احتياطات وتدابير أمنية أكثر.
بعد أيام طويلة من التحقيق مع الشبان الثلاثة الأبطال في أقبية الشاباك تم كشف خيوط وتفاصيل عملية بوبين وعمل خلية الجبهة الشعبية بشكل عام، حيث اتضح أن الخلية تعتزم تنفيذ عمليات أخرى كالاختطاف وإطلاق النار وقد تم تسليم عبوة أثناء التحقيق ( أشرنا إلى ذلك في مقال سابق أن العبوة تم معرفة مكانها من خلال معلومات بعد تعذيب المعتقلين وليس "بشطارة" الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، حيث كان الادعاء أن خلال عمليات تمشيط لشرطة حرس الحدود تم اكتشاف عبوة مخبأة في مطفأة حريق ملقاه بجانب الطريق الواصل بين مستوطنتي ايتمار وألون موريه بالقرب من نابلس).
كما استطاع الشاباك خلال التحقيقات معرفة أن سامر عربيد ضالع في العمليات بل أنه رئيس الخلية وأبعد من ذلك أنه على وشك تنفيذ عمليات قريبة، حسب ادعاء الشاباك.
ولذلك تم اعتقاله بعنف من قبل وحدة يمام الخاصة، ومن ثم تعذيبه في غرفة تحقيق الشاباك، حسب زعم الشاباك.
المؤسسة الأمنية وخصوصًا الشاباك كان على دراية بأن دائرة البحث عن منفذي عملية بوبين أو دوليب لم تنتهي وأن تسرع السياسيين الاسرائليين بالإعلان عن اعتقال الخلية قد يدفع باقي الخلية من الاسراع من تنفيذ عمليات أخرى كانت على جدول أعمالهم، قبل أن يتم التوصل إليهم واعتقالهم.
خصوصًا أن الإعلان عن إنجازات الشاباك يكون بشكل رسمي ومن قبل الجهاز نفسه، ويتم السماح بالنشر بذلك في الوقت المناسب من وجهة نظر الشاباك.