الأربعاء 06 سبتمبر 2023 الساعة 04:21 م

مقالات وآراء

الصمودٌ الفلسطيني في وجهِ طواغيت الزمن .. سيمفونية العام 2007

حجم الخط
* تَمضى الأعوام والسُنون وكأنها أيام لا نَشعر كَيف تَبدأ وكيف تنتهي ، فهذا حالنا في عالمنا اليوم ، فالوقت أسرع من السَيف ، فقد انقضى العام ( 2007) وهو يَحمل جبلاً من الهموم الثقيلة وعاش الفلسطينيون عامهم مخاضاً عسيراً لفرجٍ قريبٍ بإذن الله ، فرغم المُؤامرات والمَكائد ضِد القَضية الفِلسطينية لوئد هويتها وتاريخها الأصيل ، إلا أن الصُمود الفِلسطيني كان الصَخرة الأقوى في العَالم التَي تَفجرت عَليها كافة المُهاترات والخِدع السِياسية ، مِنها خِدعة 'انابلوليس' الكُبرى ،التَي هَرول إليها العَرب بأمر حاكمهم الصَنم ' أمريكا' من دون أن يَكون لَهم الخِيرة في أََمرهم ، حَتى أن مَظهرهم كَان بَاهتاً ،دلل عَن مَدى الذُل والمَهانة للأمة العَربية ، وهي تَحني الهامات ' لأمريكا' وتُقبل أقدام السوداء ' رايس ' ، ويبدو أن الأمريكان يَختاروا لنا دوماً أنثى في مَنصب الخَارجية  ليُؤكدوا مَدى احتِقارهم للعَرب وليَقولوا لَهم ' أنثى تَقودكم ' لتَهزم رُجولَتكم ونَخوتكم العَربية الأَصيلة .. هذه تَراتيلٌ وألحانٌ عجافٌ من العام المنصرم ( 2007 ) !!
 
* أجمل ما في العام(2007) ، الصُمود الأسطوري والتَضحيات الجِسام التي قَدمها الشعب الفلسطيني على طبق الكرامة والعِشق لحُرية الثُوار ، حَيث قدم هذا الشعب العَظيم الآلاف من الشُهداء والجَرحى والمعاقين ، فيما وقفت ثلة من أبناء الشعب المرابطين القابضين على الجمر ضد المؤامرات والدسائس والخيانات الكبرى للأرض والإنسان والحق الفلسطيني وحافظت على الثوابت والمبادئ الوطنية ..
 
* فقد تعرض أكثر من مِليون ونِصف مِليون إِنسان فِي قِطاع غَزة للحِصار الشَديد والعِقاب الجَماعي قلَّ مَثيله في التاريخ المُعاصر، فيوماً بعد يوم تَتزايد المأساة في غزة جَراء الحصار الشديد على الخدمات الصحية و الوقود والكهرباء، و الحصار الاقتصادي الخانق، وسد المنافذ البرية والبحرية والجوية، وتفشي البطالة نتيجة للتدمير الهائل للبنى التحتية وبعض المصانع والمعامل بفعل الاجتياحات “الإسرائيلية” المتواصلة ، لقد حوّل الكيان الصهيوني قطاع غزة إلى أكبر سجن بشري في التاريخ، وحَرمه من كافة سبل العيش والحَياة الأساسية، وبات القطاع أشبه بجحيم يعاني من في داخله من رجال ونساء وشيوخ وأطفال، إما من مرض أو بطالة أو جوع أو عذاب أو يأس، أو على شفا رمشة جفن من الموت ، هذه سيمفونية العام 2007 التي عاش عليها أبناء غزة ..
 
* على الرغم من الحصار الكبير إلا أن المقاومة والصمود الفلسطيني كان دوماً حاضراً في المقدمة فقد استطاع الفِلسطينيون أن يُلقنوا العدو 'الإسرائيلي' درساً كَبيراً لن ينسوه أبداً ، فهاهي ' إسرائيل' تَعض أَصابع الندم على هروبها من غزة وتُفكر بإعادة احتلاله لفشلها الكبير في صد صورايخ المقاومة من غزة ، ويكفي لنا شرفا أن يعترف العدو الإسرائيلي بأن الشعب الفلسطيني يمتلك جيشاً نظاميا مدرباً ، فطِوال العام ( 2007) لم يَستطع الجندي 'الإسرائيلي' اختراق حصون غزة اللهيبة ، وكان يَفر منها هارباً مرتعداً يجر أذيال الخيبة والهزيمة والعار الكبير ، كما يحاول الجيش 'الإسرائيلي' استخدام الحيوانات في حروبه القتالية من شده الهزيمة والتخلل الكبير الذي يحيياه هذا الجيش الأسطورة والفساد الذي ينخره في جسده السقيم ، فقد قهره الطفل الفلسطيني الكبير بحجره الصغير وأنامله الضعيفة وضحكاته البرئية .. 
 
* عَلى الرَغم مِن كافة المُؤامرات الدَولية و المَكائد والخِدع العَالمية لثَني الشَعب الفِلسطيني عَن مُواصلة قتاله ومقاومته وصموده ضد العَدو الإسرائيلي ، إلا أن جميع المحاولات باءت بالفشل الذريع ، فصفقات المَال التي منحتها الدول الأوروبية وأمريكا لبعض الفلسطينيين لن تشتري الحقوق والمواقف ولن تستطيع وقف المقاومة وتجريد الشعب الفلسطيني من سلاحه ، بل تزيده من صموده في وجه طواغيت الزمن  ..