لا سعادة بغير أهداف

نشر 07 سبتمبر 2010 | 10:24

أبو حسين باراك أوباما يشعر بسعادة كبيرة بعد قمة واشنطن . صحيفة هآرتس العبرية أكدت مشاعر السعادة التي تخللت خلايا جسد العزيز (أبو حسين) . لم يكن أبو حسين السعيد الوحيد في اللقاء . هآرتس قالت إن مبارك وعبد الله ونتنياهو أحسوا أيضاً بالسعادة . كلمة السعادة هنا كلمة سياسية وليست نفسية . الترجمة السياسية للسعادة هنا هي قول نتنياهو لعباس أنت شريكي! إعلان نتنياهو عن الشراكة مع عباس استدعى السعادة الغائبة إلى فريق واشنطن.

حملة (صائب عريقات) مدفوعة التكاليف, (أنا شريكك, فهل أنت شريكي؟!) آتت أكلها . صائب لم يتلق الإجابة من يهود القدس وكريات أربع أو قادة الأحزاب اليمينية . صائب تلقى الإجابة من نتنياهو نفسه . كبير اليهود الصهاينة قال لعباس أنت شريكي؟! القول أشرقت له أسارير عباس, وبسببها شعر أوباما بسعادة غامرة من نتائج لقاء القمة الخماسي في واشنطن.

قد تكون عبارات المجاملة التي طرحها نتنياهو بلغة ناعمة هي مصدر سعادة أوباما, غير أن اللغة الناعمة لا تكفي في عالم السياسة, لا سيما وأن الامتحانات العملية على الأبواب . هل يمدد نتنياهو تجميد الاستيطان بعد 26/9/2010 أم لا؟! هل يناقش الحقوق الفلسطينية في القدس أم لا؟! لقاء شرم الشيخ القادم برعاية مبارك في 14/9/2010 يمكن أن يجيب عن هذه التساؤلات؟ إنه حتى تاريخ اللقاء يسمح للأطراف بالسعادة؟!

سعادة أوباما جاءت فيما أحسب لأنه قطف ثمار هذا اللقاء كما خطط له . لقد استهدف (أبو حسين العزيز) الساحة الأميركية الانتخابية باللقاء وقد تحقق له ما استهدفه . وهو سعيد لأن نتنياهو وعباس ومبارك ساعدوه على تحقيق أهدافه, وقالوا كلاماً ناعماً . نتنياهو لم يقل لعباس أنت شريكي لأنه مقتنع بالشراكة التي تفضي لتسوية عادلة , هو قال له ذلك لإشباع غرور أوباما العزيز, وقد سجل بقوله هدفاً رئيساً في مرمى أوباما.

لعبة الأهداف انتقلت في جولتها الثانية إلى شرم الشيخ . سيد شرم الشيخ ينتظر أن يسجل هدفاً رئيساً في اللقاء الذي تحضره إلى جانب الأطراف هيلاري كلينتون . مصر تشهد انتخابات قريبة كما أن واشنطن على أبواب انتخابات .

الهدف المصري يشبه الهدف الأميركي . في شرم الشيخ سيسجل جمال مبارك الهدف الرئيس . الطريق السالك إلى التوريث يبعث على السعادة . الطريق إلى السعادة في عمان مغلف بالضباب, ولكنه غير الطريق إلى القاهرة . السعادة بحسب ما تقدم أنواع وألوان مختلفة وإعلان الشراكة ليس هو السبب الوحيد؟!

أحمد الله الذي لا يحمد على مكروه سواه, أن فلسطين ممثلة في محمود عباس قد أدخلت السعادة إلى قلب أوباما وقلوب بقية الأطراف, وقد حقق كل طرف مراده, ففلسطين كما قال غيري (خافضة رافعة) ترفع أقواماً وتخفض آخرين, ففلسطين ليست عباس, لأن فلسطين التي تعرف هي فلسطين التي تبحث عن سعادة أبنائها قبل سعادة واشنطن وتل أبيب والقاهرة وعمان . ففلسطين التي عجزت عن تسجيل هدف في واشنطن تمكنت من تسجيل هدف الفوز والسعادة في الخليل . فلسطين الخليل ليست فلسطين عباس . وهكذا هي اللعبة أهداف – وسعادة.